عاشق النار
عدد الرسائل : 19 تاريخ التسجيل : 30/08/2007
| موضوع: القاص مفلح العدوان :الحركة النقدية عملت على خداع الرأي العام الجمعة 31 أغسطس - 9:07 | |
| القاص مفلح العدوان :الحركة النقدية عملت على خداع الرأي العام ..وتزيف الواقع
مفلح العدوان قاص اردني من جيل التسعينيات، تعرفت على مفلح منذ فترة طويلة ، واذكر اننا التقينا في جلسة مع الشاعر العربي الكبير المرحوم الباهي الادهم ، وكان مفلح يواصل مشروعه في الكتابة الابداعية، واذكر اننا سألنا الشاعر الكبير عن لقاءه بسيدة الطرب العربي ام كلثوم ، كان مفلح يصغي، ثم انتقلنا للسفر الى كربلاْ، كان ذلك في احدى دورات مهرجان المربد ، كان ينحت في الاسطورة في كتاباته، وكان من المتميزين في الكتابة القصصية ولا زال، وهو من اهم كتاب القصة القصيرة ومن مجايليه ابراهيم جابر ابراهيم ، نقرأ في قصص العدوان ما نقول انها قصة محبوكة بشكل فني راق، ولغة تقترب من لغة الاسطرة، وانشغل العدوان الى جانب كتابة القصه في كتابة المسرحية ، والعمل الصحفي في جريدة الرأي ، وانهمك في تسجيل ايام القرى من خلال بحث ميداني يقوم به، علاوة على كتابة النص الابداعي في ما يعرف عند الكتاب ب(ذاكرة المكان) ، وهو مشغول الان في وضع اللمسات الاخيرة لروايته الموسومة! ( العتبات) في عمان التقيت القاص مفلح العدوان وكان هذا الحوار. حاوره : عايد عمرو _ في قصصك نرى عودتك الى الاسطورة، وجدنا انك وظفت هذه الاسطورة بشكل فني متميز، لماذا العودة للاسطورة، وماذا استفدت من الاسطورة في كتابة نصك الابداعي؟ = لدي قناعة ان كتاباتي في الاسطورة هي ذات كتابتي عن الواقع المعيش، لأنني متشرب بمجتمع كل تفاصيله تنحى منحى الاسطورة، حتى وان كان مغلف بهذه الحداثة الزائفة، ما زالت قصص الفأل الحسن والعين والحسد والتفاؤل بالوجه الصبوح والكراهية للغراب ورش الملح على عتبات البيوت، وسطوة اللون الاحمر، وان كان اشارة ضوئية ، وطغيان اللون الاسود ، حتى ولو وهو على شكل عباءات القضاة، كل هذه ةلها بعد وجذر اسطوري، هذا بعض ما نتحدث به مازال باق معنا في الالفية الثالثة،ولذلك فأنا عن قناعة كاملة اقول: أن اسطورتي هي اسطورة الواقع، المعيش حتى اكون صادق ابداعيا لابد من اكون حقيقيا فيما اكتب، ولست موسميا في النهج الذي انهجه، ولهذا اقول ان كتاباتي هي ابداع دون تصنيف اسطورة ، ان الواقع لان كلا الحالين متداخلا مع الاخر. - نرى الكثير من المنتج القصصي في الاردن، فيظل غياب حركة! نقدية فاعلة، وظهرت اصوات وجدناها تنتشر ليس اعتمادا على النص وانما اعت مادا على علاقاتها هناك من ينفخ في( البعض) ولا اريد ان اسمي، انت كقاص ماذا تقول؟
= وانا ايضا لا اريد ان اذكر اسماء، ولكن اتحدث عن جيل بأكمله وهو جيل التسعينيات، الذي اثر في القصة الاردنية، وعلى مستوى الوطن العربي، فترك اثرا في القصة بكافة الوانهاومدارسها وهذا باعتقادي يمثل جهد جيل كامل ثابر وتعامل مع الفعل الابداعي بشكل جاد، وكأنه يحاول ان يعوض الساحة التي عانت فترة طويلة ، من سطوة الفعل السياسي والابداع داخل المؤسسة الرسمية او مؤسسة الحزب وهذه حكمتها مرحلة التي كان زملاؤنا الكتاب في مرحلة سابقة علينا جزءا منها ويعبروا عنها ويعبروا عنها وكانوا صادقين في ذلك، ربما جيل التسعينيات اختلفت الظروف وشعر انه قد تخلت عنه المؤسسة ان كانت حزبية او رسمية فصار لا بد له من ان يراجع الواقع وحيدا بابداعه الثقافي. فكان المنتج الابداعي ذاتي يعبر عن الهم العام، - ولكن هناك الان روافع تجددت ؟ = انا لست ضد هذه الروافع ، ولكن الفترة التي اتحدث عنها هي فترة التسعينيات، هي كانت فرتة يتيمة فترة الاعراف بين مساحتين مخلفات الحرب الباردة والقطبيات ، والمرحلة الجديدة، التي نتحدث عنها الان،! العولمة ومداخلاتها، ومحاولتها التعامل مع الواقع الثقافي الابداعي باساليب جديدة، تجند لها كل المقدرات الاعلامية والثقافية والاقتصادية لتغطية هذا النقص ، فترة التسعينيات كانت هي فترة الحيرة فترة المنزلة بين منزلتين التي شعر فيها المبدع انه وحيد لا يعبرالا من خلال ابداعه وبدعم من ابداعه فقط. ارفض النمطية والكلاسيكية في كتابة القصة - القصة لها ىاساليبها سواء في السرد او اللغة انت كقاص هل تهتم بهذه الاساليب ، ولنوضح هل انت مع التجريب؟ = بالنسبة لي القصة هي نوع من التجريب، وهي تؤمن ذاتها لحظة الكتابة ، بمعنى انه لا يوجد ولا اعتقد بوجود مسطرة يمكن ان تحكم وتقولب الفعل القصصي، لان في هذه الحالة تدخل في بوابة النمطية والكلاسيكية في الكتابة بشكل عام، وانا من انصار تداخل الاجناس الادبية ، الى درجة الوصول الى تداخل الفنون بشكل عام بعضها ببعض، في ظل الواقع الحديث والمعيش وامتزاجه بالاسطورة الجديدة، الكتابة الجديدة تبحث عن ادوات جديدة عن مداخل جديدة ، وعن افاق جديدة، قد لا تكفي الكلمة وحدها ان تعبر عنها، ولهذا عنصر اللون ربما يدخل في الكتابة في مرحلة ما، الموسيقى والتشكيل! هذا حديث عن الكتابة القادمة، واذا حكمت هذه الذهنية فمن الصعب العودة ا لى المربع الاول ومسطرة النقاد الكلاسيكيين حو الكتابة. - المكان ، الرواي/ السارد، الزمان، كيف وظف مفلح العدوان هذه الثيمات في نصوصه ؟ = عادة ما يكون هناك انزياح للزمان ، اما المكان فهو حالة من التشظي لهذا العنصر، هناك تركيب من نوع جديد فسيفساء، تخلط بين الاثنين، وتعطي شخصية زمكانية قد تكون في لحظة ما هي بطل القصة وحبكتها ومسارها بشكل عام. ما يهم بالنسبة لي في كتابتي للقصة هي نزع القداسة عن كل ماهو وهم مقدس، واحيانا يستلبنا عنه الكتاب، قداسة المكان او اللحظة التاريخية للزمان فنعجز عن التعبير عنهما، اذا اردنا ان نخرق هذا الحاجز فلا بد من كسر هذه القداسة وهذا الخوف لانه يصبح جزءا من التابو او الرقيب اضافة الى الدين والسياسة والجنس. - في تجربتك اله9امه عندما حصلت على منحة التفرغ الى فرنسا، ماذا انجزت وماذا اعطيت وماذا اعطتك هذه التجربة( شاركني في طرح هذا السؤال الصحفي عمار الجنيدي)؟ = كانت تجربة فريدة ومهمة اثرت في منجزي الابداعي، وقبل ذلك اثرت في رؤيتي للكثير من من الاشياءحولي، كانت فترة زمنية ليست طويلة اربعة اشهر لكنها تحمل في داخلها زخما من التقدير للمبدع ، ضر! ورة الرفاه، والراحة، وان تتوفر للابداتع حتى ينجز عكس ماهو مفهوم لدى المجتمع عندنا من ان لا بد من وجود معاناة حتى يكون هناك منجز ابداعي، واعتقد ان هذا المفهوم نوع من انواع الاستسلام على حالة العجز في مواجهة الواقع لعدم توفر بديل عن المعاناة ،عند المبدع العربي، ليعطي ادبا مختلفا ومتقدما في ظل وجود توع من الراحة والرفاه، وقد انجزت خلال هذه الفترة مجموعة قصصية هي ( موت لا اعرف شعائره) ، ومشروع بحث حول الاسطورة بمفهوم اسطورة الارض الواحدة، ومسودة مسرحية . الجوائز وغياب التكريم المحلي - فزت بعدة جوائز ابداعية ، ماهو تأثير هذه الجوائز على مسيرة مفلح الابداعية؟ وانت الحاصل على جائزة محمود تيمور عن مجموعتك( الرحى) وجائزة الشارقة للابداع في المسرح عن مسرحيت ك ( عشيات حلم) و جائزة اليونسكو في الابداع الكتابي ؟
= هذا السؤال مرتبط بقضية الالتفاف من الخارج، وهنا لي تجربة في هذا السياق، وهذا يؤسف له، سأجيبك على هذا السؤال كما اجبت لاحد الزملاء، اذا تفرسنا بالامر بكل موضوعية وصراحة، نصل الى هذه النتيجة، وهي ان تلك الجوائز هي تأكيد وشهادات تقدير يأخذها المبدع من الخارج،! ولكن بعد ان يصل المبدع الى هذه المرحلة، ترى هل يكون بحاجة الى تأكيد ح ضوره محليا؟ والمنطق يقول ان العتبة الاولى تكون من البيت لللانطلاق الى الخارج، اقصد انه اذا تحقق الحضور من خلال جائزة او اكثر من الخارج تكريم من الداخل ومحليا تابع للفعل الذي جاء من الخارج، يعني بدلا من ان نكون السباقين لتكريم المبدعين والابداع ننتظر فتاوي، وشهادات وجوائز يجمعها مبدعنا من الخارج، حتى نستقبله ونحتفي به في بيته ، وهذا مضحك مبك، ويحمل في طياته نوعا من الكوميديا السوداء. الحوزات النقدية - النقد غائب ليس عن الساحة هنا ، بل عن مجمل الساحات ىالثقافية العربية، لا نقد هناك انطباعات ، بمعنى انا احب مفلح اكتب عنه ما يحبه ، واذا ما كتبت عن مفلح للتأشير على شيء نرى مفلح يزعل ويحرد، انت كيف ترى النقد وادواته؟ = نحن نعاني من ىغياب النقد، النقد اصبح مثل ( الحوزات) هناك تخلف في الحركة النقدية المحلية وفعلها، لان القليل منها سوي، الابداع لحظة تشكله وانجازه منفصل كليا عن النقد، ولا علاقة له به، ولهذا فالمبدع الحقيقي والذي يعمل بتلقائية هو ينجز ما يريد، ابداعيا، وليس في ذهنه الا عمله، وكتابته بشكل مكتمل، يرضى عنه بعيدا عن رقابة المجتمع او الدين او السياسة او المؤس! سة النقدية، والا سيكون مرعوبا ، وهو يكتب نصه، بعد انجاز العمل تبقى المشكلة ليست عند المبدع بل عند النقاد، الذين للاسف بعضهم انتقائي، وبعضهم له حوزته الخاصة، التي يكتب عنها ، وبعض اخر يكتب كما قلت بشكل انطباعي حذر، والقلة توصف بالجدية والسوية وهؤلاء نكن لهم كل التقدير والاحترام، نظرا لكثرة المنجز الابداعي لايستطيعون ان يغطوا مسامات الساحة الابداعيىة باكملها. - قلت لي ذات جلسة خاصة انك كنت معنيا بتأسيس جمعية القصة القصيرة في الاردن ، لم تخبرني التفاصيل ماذا حل بهذا المشروع الابداعي والى اين وصل؟ = هذا مشروع اقترحته قبل عدة سنوات، طرحت فكرة، وهي تأسيس نادي للقصة القصيرة، وكانت فكرته تأول الاشتغال على هذا الجنس الابداعي، وكتاب القصة القصيرة، في ظل زخم واضح للاصدارات في هذا المجال ، ووجود عدد من كتاب القصة المتميزون، لكن صادفتنا اشكاليات كثيرة، مثل هل يكون النادي داخل رابطة الكتاب ام خارجها؟ ام مستقلا؟ وامور اخرى تفصيلية مما افسد الفكرة | |
|